"أحن وأجدع قلب فينا... عمره ماكان قاسي ولا بتاع مشاكل" بكلمات الحزن التي فاضت بدموع الفراق، كما لو كانت دماء القهر والحزن علي فقيدها، بدأت شقيقة والدة المجني عليه حديثها حول الواقعة، تستجمع قواها وتحاول ترتيب الأحداث التي بدأت منذ أربع سنوات قائلة " الحكاية بدأت من 4 سنين، بعدما تزوج شقيق زين الأكبر من سيدة أرملة تعول 3 أولاد، لتندلع الشرارة الأولي بخناقة بين أحد أولادها وبين ابن أحد الجناة في فرح بالمنطقة، لتبدأ الحكاية ويتعدي الجناة علي هذا الطفل، ويقومون بقطع يده، تلك القضية الشهيرة التي حدثت من أعوام، ليهرول الطفل في طلب المساعدة من زين، الأمر الذي ترتب عليه مساندة زين للطفل، والوقوف بجانبه في هذه المصيبة، ويساعد في حمله والذهاب به إلي المستشفي، ويترك الخناقة بين الطرفين، لم يكن يعلم أن شهامته تلك ستكون السبب في تعذيبه وسحله أمام الناس، لم يكن يعلم أن موقفه هذا سيكون السبب في قتله وحرمانه من رؤيته نجله الذي لم يبلغ شهره الأول".
وأكملت "خالة" المجني عليه حدثها قائلة: "بعدما أخذ زين الطفل لإسعافه بأحد المستشفيات، كانت المشاجرة لم تنته بعد، ليخرج عيار ناري -رش خرطوش- ويصيب نجلة الجاني في عينها اليسري، مما ترتب عليه فقدانها واحدة من عينيها، وتصبح عاجزة عن الرؤية بإحدي عينيها، ليتهم أهل الفتاة بأن السبب وراء فقدان ابنتهم إحدي عينيها هو زين، ولكن كيف ذلك وهو لم يكن موجودا أثناء إصابتها، وخرج من قسم الشرطة دون عمل محضر بالواقعة، ولكن في تلك اللحظة كتبت نهاية زين، بنية الغدر والخيانة".
[next]
وبتنهيدات الفراق والحزن أمسكت إحدي أقارب المجني عليه طرف الحديث، مشيرة إلي أنه في يوم الواقعة كان المجني عليه يحضر للاحتفال بمولوده الثاني الذي لم يبلغ من العمر الـ40 يوماً، ليفتح عينيه يتيما دون أب أو سند، ويحرم زين من رؤية فلذة كبده يكبر يوما بعد يوم، والسبب الغابة والعشوائية التي نعيش فيها"
"البداية يد طفل.. والنهاية حياة زين"
ومن جانبه، أشار شقيق المجني عليه إلي أنه بعد حادثة اليد التي فقدها الطفل بعامين، تعرضت الفتاة نجلة شقيقة الجاني لحادثة فقدت خلالها حياتها، حيث كانت ليلة دخلتها وتحاول وضع فيشة الكهرباء وتتعرض لصعقة كهربائية أفقدتها حياتها، ليلقي أهلها اللوم علي زين بحجة أنه كان الطرف في الخنافة التي كانت السبب وراء فقدان الفتاة لإحدي عينيها، الأمر الذي أثر علي رؤيتها وأصبحت غير قادرة علي الرؤية بشكل سليم لتتعرض إلي تلك الصعقة التي أفقدتها الحياة، مشيرا إلي أنه قبل حدوث الواقعة بيومين، أخبره أحد الجيران بأن عم الفتاة خرج من السجن في قضية قطع يد الطفل، وأنه ينوي علي الشر وقتل زين، الأمر الذي أثار الرعب في نفوس الجميع، وطلب من زين عدم الذهاب إلي شارع "التلاجة" مكان مكوث الجاني وأهله، لما يخططون له من نوايا الغدر والخيانة به.
وأضاف:" لم يكن زين يخطر بباله أن نواياهم تصل إلي هذا الحد من الحيوانية والجرم الذي أصابهم، وكيف ذلك وتلك كانت مواصفاتهم وشهرتهم بالمنطقة، وفي يوم الواقعة كان زين يحاول شراء متطلبات العقيقة التي يحضر لها بمناسبة مولوده الجديد، حتي جاءه اتصال تليفوني من صديقه المقرب، الذي كان أول من أصابه بخنجر الخيانة والغدر، طالباً منه المجيء الي مكان الواقعة بذات الشارع الذي يمكث فيه الجناة، للجلوس معه بعض الوقت قبل الرجوع إلي البيت، وبنيته الطيبة وافقه زين وذهب إليه.. وكانت النهاية".
واصلت "خالة" المجني عليه حديثها عن صغير شقيقتها، ونور العين الذي أنطفأ مع آخر أنفاسه التي تلفظ بها، بعد فقرات التعذب التي امتدت لأكثر من 5 ساعات متواصلة، فقد فيها المجني عليه أعز ما يملك، ولكن تبقي كلماته الأخيرة: "أنا عندي عيل لسه مشبعتش منه.. عاوز أشوفه".
"عاوز أشوف عيالي.. نفسي أربيهم يا كفرة"
"إحنا هنخليك مش راجل.. هنخليك عبرة لكل إللي يتخيل أنه يفكر يبصلنا" كلمات خرجت من فم "خالة" المجني عليه كجمر محترق أصاب عينيها الزارفة بدموع كالبحر حسرة علي هذا الشاب التي وصفته بـ"زهرة العيلة وقلبها الطيب"، قائلة: "بعدما ذهب لرؤية صديقه بدقائق فوجئ زين بأكثر من 15 حيوانا مفترسا انقضوا عليه بكل وسائل التعذيب دون إبداء أي مقدمات، ليقع بين أيديهم كالفريسة، لكنه حاول الهرب والاستنجاد بالأهالي، ويدخل أحد البيوت بالمنطقة، ليسارعه الجناة بوابل من الأعيرة النارية، الأمر الذي علي أثره قرر زين القفز من شباك البيت خوفا علي الأهالي من طلقات النار أن تصيب أحدهم، ليقع علي الأرض، يمسكوا به، ويجردوه من ملابسه ويصبح كما ولدته أمه، ويتعدوا عليه بالضرب بالسكاكين والسيوف وإصابته بالعديد من الطعنات بمفاصل جسده حتي لا يقوي علي الحراك.. وتتاح لهم الفرصة في التسلي عليه وتعذيبه كما يحلو لهم".
"عاوز أشوف ابني وبنتي.. عندي عيل عاوز أربيه يا كفرة".. كانت تلك الكلمات الوحيدة التي ظل ينطق بها زين أثناء تعذيبه وسحله في الأرض أمام الناس وسط الشارع، وسط زغاريد وصيحات الفرح من قبل زوجات الجناة، وكأنه انتصار أو فرح، لكن تقوم إحدي السيدات بالشارع بالقفز علي المجني عليه ومحاولة ستره بملابسها، طالبة من الجناة التوقف عما يفعلونه، ولكن كان الرد.. لو مقومتيش هنقلعك هدومك ونعمل فيكي زيه".
"النهاية"
وأكمل أحد أقارب المجني عليه تفاصيل نهاية "زين" التي انتهت بشكل مأساوي وسط الشارع وأمام أعين الجميع " بعد 5 ساعات متواصلة، فقد فيها زين كل ما يملك من كرامة وعزة نفس، "علمنا بما حدث.. وتلقينا مكالمه تليفونية -هاتوا المباحث وتعالوا خدوا الغندور- فأسرعنا بالذهاب إلي قسم الشرطة طالبين النجدة، وأشرعنا بصحبة رجال الأمن في الذهاب إلي منطقة الجناة بالحارة الرابعة المتفرعة من شارع التلاجة، وفور رؤية الجناه لنا شدوا الأجزاء علينا إلا أنهم فروا هاربين فور رؤيتهم لرجال الشرطة معنا، ليتمكن رجال الأمن من القبض علي ثلاثة منهم فقط، وأسرعنا بأخذ زين إلي المستشفي ولكن كانت كلماته الأخيرة... استروني قبل ما أموت.. غطوني وخلوا بلكوا من عيالي". كما اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي فيس بوك بحملات تطالب فيها القضاء المصري بتوقيع اقصي العقوبه علي المتهمين تحت مسمى
عايزين حق زين _____ القصاص العادل ___ حق الشهيد لازم يرجع
تعليقات
إرسال تعليق